حولت الأخطاء الطبية حياة المئات من المرضى بمحافظة كفر الشيخ لجحيم، وكانت الطفلة شهد من بين هؤلاء الضحايا وأصبحت قعيدة لا تستطيع السير.

وتعيش الطفلة شهد إبراهيم المغاورى ذات الـ12 ربيعاً حالة من الحزن والألم والانطواء لإصابتها بشلل نصفى، وعدم القدرة على الحركة، بسبب تشخيصين خاطئين، حيث أجرى طبيبان عمليتين للطفلة بتشخيص خاطئ أفقداها الإحساس بنصفها الأسفل، وامتنعت الطفلة عن التوجه لمدرستها بقرية أبو بدوى التابعة لمركز الحامول بكفر الشيخ، حتى لا ترى فى عيون المعلمات والمعلمين وأقرانها نظرات الشفقة على حالتها التى أفقدتها الحركة بعد أن كانت من أنشط التلميذات.

وقالت مديحة محمد زناتى والدة الطفلة شهد إن شهد تلميذة بالصف السادس الابتدائى بمدرسة أبو بدوى كانت من أنشط تلميذات المدرسة، لكن تشخيص خاطئ من طبيبين وإجراء عمليتين جراحيتين أفقدت شهد القدرة على السير، وجعلت إحساس بنصفها الأسفل مفقودا، ما أثر نفسياً على الطفلة، متسائلة إلى متى ندفع ثمن أخطاء الأطباء؟

وأضافت والدة شهد فى 4 يناير 2016م شعرت شهد بآلام فى الظهر، وتوجهت بها لطبيب بمدينة بيلا "س.س" وأجرى الكشف الطبى عليها، وأكد أنه سيجرى لها عملية الزائدة، وعقب إجراء العملية، فقدت الإحساس بالجزء الأسفل وأصيبت بالشلل، وعندما توجهت له لأصف له حالتها، قال إنها "دلوعة" وتحتاج لعلاج طبيعى لفترة وستعود لطبيعتها، ومر أكثر من شهرين وحالة شهد تزداد سوءا.

وأوضحت والدة شهد زادت آلام ابنتى فتوجهت بها لطبيب بالمنصورة يدعى "م.ع.م" وأجرى الكشف الطبى عليها، وبعد إجراء الأشعة على ظهرها قال إن شهد مصابة بورم فى النخاع الشوكى، وسددنا 18 ألف جنيه ثمن إجراء العملية، وأجرى لها العملية الجراحية فى ظهرها، وللأسف تبين عدم وجود ورم كما ادعى، وعندما واجهته بتقرير طبيب آخر قال إن الطفلة كانت مصابة ببلهارسيا فكون لديها جسم غريب فى النخاع الشوكى.

وأضافت والدة شهد توجهت لمركز شرطة الحامول وحررت محضرا حمل رقم 34227 جنح الحامول لعام 2016م، مؤكدة أنها حررت محضر ضد 3 أطباء، الطبيب الذى أجرى لها عملية الزائدة بتشخيص خاطئ، وطبيب التخدير، والطيب الذى أجرى لها عملية استئصال ورم غير مصابة به، وأنها قدمت كل المستندات التى تؤكد إصابة ابنتها بالشلل الكامل بالطرفين السفليين مع فقد الإحساس بهما حسب تقرير مستشفى كفر الشيخ العام، وعندما توجهت للمستشار أحمد عاشور المحامى العام الأول لنيابات كفر الشيخ، وجه خطابا لمدير مصلحة الطب الشرعى، مقرراً انتداب أحد الأطباء الشرعيين لتوقيع الكشف الطبى على شهد لبيان عما إذا كان قد حدث ثمة تدخل جراحى من عدمه، وتأثيره على الحالة التى وصلت لها الطفلة.

وقال إبراهيم المغاورى إبراهيم والد شهد أطالب بتدخل رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة لعلاج شهد على نفقة الدولة لتعود لطبيعتها، مؤكداً أن شهد تحتاج لإجراء عملية جراحية فى ألمانيا أو تركيا لتعود لطبيعتها.

واستطردت الطفلة شهد "كنت بلعب وأذهب لمدرستى، وبعد العملية لا أستطيع الحركة، ولا أشعر بنصفى الأسفل، منهم لله حرمونى من الحركة، وأطلب من كل مسئول فى الدولة أن يقف بجاورى ويساعدنى فى علاجى، وأطالب وزير الصحة ونقابة الأطباء باتخاذ إجراءات قانونية تجاه الطبيبين اللذين أفقدانى الحركة".