"شيماء ومحمود" أبطال الزواج المستحيل

رغم أن كل من حولهم كان ينظر إلى زيجاتهم على أنها مستحيلة، أصروا على أن يكونوا أبطالاً لقصص هذا الزواج المستحيل. أزواج وزوجات تحدّوا المرض والإعاقة والمشكلات واختلاف اللغة، وغيرها من الصعوبات، وأصروا على أن يكملوا حياتهم معاً.

رغم نظرة المجتمع القاسية الى كل من يصاب بإعاقة أو مرض لعين، والتأكيد بأنه يحتاج الى الارتباط بمن يعينه ويساعده، اختارت شيماء ومحمود أن يعيشا حياتهما تماماً كالأصحاء، وأن يكونا بطلي إحدى قصص الزواج، التي يعتبرها البعض مستحيلة. تروي شيماء محمد، 25 عاماً، من مدينة كفر الشيخ، تجربتها قائلة: «التقيت زوجي محمود، وهو من محافظة السويس، للمرة الأولى مركز للعلاج الطبيعي والتأهيل في القاهرة في عام 2014، وكانت علاقتنا في البداية مجرد صداقة، ثم تطورت الى علاقة حب تمت على أثرها الخطبة وتزوجنا منذ أربعة أشهر».

وعن الصعاب التي واجهتها، تقول شيماء: «منذ أربع سنوات، فقدت القدرة على المشي بسبب حادث سير أدى الى بتر قدمي، فاسودّت الدنيا في عيني، إذ ظننت أن لا شاب يفكر في الارتباط بزوجة تعجز عن التنقل على قدميها، لكن تغيرت نظرتي الى الحياة بعد أن تعرفت الى محمود وطلب التقدم لخطبتي. عرضت الأمر على والدتي، فتحفظت في البداية، مؤكدة أن كلاً منا يحتاج إلى شخص سليم في جواره كي يساعده في تخطي ظروفه الصحية الصعبة، لكنني استطعت إقناعها بأنني ومحمود لا نحتاج إلى أي مساعدة خارجية، فكل منا يستطيع أن يمارس حياته بنفسه قدر استطاعته، ويتحلّى بالإرادة الصلبة لقهر الصعاب، وبعون الله تزوجت بمن أحب، وعشت بسعادة مع زوجي الذي يعاني ظروفاً مشابهة لظروفي، وأصبح كل منا «عكازاً» للآخر.

أما زوجها محمود عوض، 25 سنة، والذي يمارس حياته بصورة طبيعية على كرسيه المتحرك، فيقول: «شيماء تقوم بأعمال المنزل كاملة، من غسل وتنظيف بمهارة حيّرت كل الأصدقاء، وتحضّر أكلات يصعب على الكثيرات إعدادها، وقد رتّبتُ الشقة بما يتلاءم مع احتياجاتنا الخاصة، حتى لا نضطر لطلب المساعدة من أحد، كما أننا بعد الزواج أمضينا شهر العسل في مدينة الغردقة الساحلية بمفردنا، والأهم من ذلك أننا نواظب على ممارسة رياضة تنس الطاولة في أحد الأندية، مما جعل حياتنا سعيدة وتفوق كثيراً سعادة الأصحاء».

تعيش شيماء ومحمود في محافظة الجيزة بمفردهما، فأهل محمود في السويس، وأهل شيماء في كفر الشيخ، ويعمل الزوجان السعيدان في إدارة الموارد البشرية في إحدى الشركات، ويذهبان إلى العمل يومياً في سيارة محمود، ويشجعان النادي الأهلي ويذهبان باستمرار لمشاهدة المباريات داخل الاستاد، ويريان أن حياتهما الآن أفضل مما كانت عليه من قبل، ولا ينقصها أي شيء.

 مجلة لها 
تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة