الدكتور عوض حجاب يكتب ..خطر " التصلب المتناثر" يهدد الجهاز العصبي

1- ماهو التصلب اللويحى المتناثر؟ التصلب اللوحي المتناثر ..


هو مرض يصيب الجهاز العصبى المركزى ويحدث تدميرا لما يسمى المايلين وهو العازل الواقى المغلف للألياف العصبية مما يعيق التواصل بين المخ والنخاع الشوكى والعصب البصرى مؤديا لظهور عجز فى أجهزة الجسم الحركية والحسية.


2- ما عدد المصابين بهذا المرض فى العالم وفى مصر؟ وما الفئة العمرية الأكثر إصابة بالمرض؟ وهل يصيب الإناث مثل الذكور؟


عدد المصابين بهذا المرض على مستوى العالم حوالى 2.5 مليون شخص تتراوح نسبة الإصابة به مابين 85 (فى البلاد الإسكندنافية) إلى 30 (فى الشرق الأوسط) لكل 100.000 ألف نسمة، وبالنسبة لمصر فإن نسبة الإصابة تبلغ 30 حالة لكل 100.000 نسمة وبالتالى نحن نتحدث عن حوالى 25.000 إلى 30.000 مريض. والفئه العمرية الأكثر إصابة بهذا المرض هى مابين 20 إلى 40 عاما أى فى أكثر فترات الحيوية والشباب والقدرة على الإنتاج والعمل، والمرض يصيب الإناث ضعف إصابته للذكور.


3- ما سبب هذا المرض؟


السبب الرئيسى لهذا المرض هو وجود خلل فى الجهاز المناعى ولم يعرف حتى الآن السبب الأول للمرض، ولكن العلم يدرك ما يحدث فى الجسد حيث إن الجهاز العصبى المركزى (المخ، النخاع الشوكى) يتكون من مادة رمادية ومادة بيضاء وفى هذا المرض تصبح المادة البيضاء وكأنها عدو للجسد، وبعبارة أخرى أن الجهاز الدفاعى المناعى يتعامل مع المادة البيضاء وكأنها جسم غريب يقوم بمقاتلته أو الهجوم عليه وطبعا هذه الآفات التى تحدث فى المادة البيضاء لها أعمار ولها مكان حيث إن كل مكان يكون مسئولا عن وظيفة خاصة به، وبالتالى عندما تنتشر هذه الآفات فى الزمان والمكان تؤدى إلى تعدد الإصابات دون الربط بينها بسبب انتشارها المكانى أو بسبب اختلاف الزمن.


4 - ما الشكل الإكلينيكى (السريرى) للمرض؟


يمكن تقسيم الشكل السريرى للمرض إلى ثلاث حالات: - الشكل السريرى الحميد وهو عبارة عن هجمات خفيفه الأعراض وقليلة العدد وهذا يعتبر أقلها حدة. - الشكل المتطور الثانوى: وهو أكبر نسبة تصل إلى 80% من المرض وفيه تكون الهجمات متلاحقة مما يؤدى إلى إعاقات فيصبح المريض معتمدا على مساعدة الآخرين. - الشكل المتطور الأول: وهو أخطرها وأكثرها شراسة.


5 - ما الذى يميز هذا المرض فى مراحله الأولى؟


يتميز المرض بأنه بعد حدوث الهجمة الأولى قد تحدث انتكاسة بعد سنتين أو أكثر وهكذا إذا لم يتلق المريض العلاج فإن الهجمات تتعدد وتتكرر.


6 - ما أهم أعراض هذا المرض؟


المرض يمكن أن يصيب أى مكان فى الجهاز العصبى المركزى وبالتالى فإن الأعراض تحدث حسب مكان الإصابة. فإذا كان العصب البصرى حدث تشويش فى الرؤيه لإحدى العينين وكأن المريض ينظر من خلال زجاج مغشيا عليه، وإذا أصاب منطقة مسئولة عن الحركة حدث ضعف فى العضلات المصابة، وإذا أصاب مركز الاتزان تحدث صعوبة فى التحكم فى الحركة رغم أن العضلة غير ضعيفة، وإذا أصاب مركز التبول فقد يحدث سلس بولى أو احتباس بولى أو صعوبة فى التبول، وكذلك فإن الإرهاق والتعب والإحساس بالتنميل فى الوجه أو الجسم والألم والدوار والاكتئاب والضعف الجنسى قد تكون من ضمن أعراض هذا المرض.


7 - كيف يمكن تشخيص المرض؟


• التشخيص الإكلينيكى وهذا هو أهم عامل للتشخيص المبكر حيث إن الصعوبة تكمن فى تشخيص بداية المرض أو مايعرف بالهجمة الأولى حيث قد يبدأ المرض بإصابة إحدى العينين كما تقدم، وهنا يذهب المريض لإخصائى العيون الذى قد يعالج الحالة على أنها التهاب بالعصب البصرى وقد يشفى المريض دون تشخيص الحالة إلى أن تحدث الهجمة الثانية وهنا يقوم إخصائى العيون بتحويل الحالة لإخصائى أمراض المخ والأعصاب بعد أن يكون قد مضى وقت طويل وهنا تحدث الكارثة حيث إن التشخيص المبكر للمرض والبدء الفورى فى العلاج هو كلمة السر فى التصدى لهذا المرض الشرس قبل أن ينتشر فى أماكن متعددة ويحدث تلفا وتدميرا فى الخلايا والمحاور العصبية مما يصعب السيطرة على أعراضه المتعددة. وأكرر هنا وأشدد على أهمية التشخيص المبكر بواسطه إخصائى أمراض المخ والأعصاب وليس جراح المخ والأعصاب.


• التشخيص بالجهد المثار: الجهد المثار البصرى والحسى والسمعى وهذه تعطى نتائج قد تصل إلى 80% من الحالات.


• التشخيص بأشعة الرنين المغناطيسى وهذا الجهاز يعطى نتائج قد تفوق 95% من الحالات ويظهر المرض على شكل بقع فى أماكن متعددة من الجهاز العصبى المركزى وهو ضرورى للتشخيص والمتابعة ومعرفة وجود نشاط للمرض من عدمه، كذلك فإنه يمكن متابعة أثر العلاج بواسطة هذا الجهاز


• فحص سائل النخاع: وهذه اختبارات مناعية تصل نتائجها إلى حوالى 90% من الحالات.


8 - كيف يمكن علاج هذا المرض؟


تم اكتشاف علاجات لهذا المرض فى التسعينات من القرن الماضى وهذا المرض كما سبق ناتج من أن جسم الإنسان يولد مضادات ضد المادة المغلفة للأعصاب فيحدث اضطراب بوظيفة العصب (وهو نقل التيار الكهربى) وينقسم العلاج إلى 3 أنواع:


• علاج الحالة الحادة: وذلك بإعطاء المريض جرعات عالية جدا من الكورتيزون لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى سبعة أيام وذلك تحت إشراف طبى وثيق، وأكثر من 95% من المرضى يستجيبون وتختفى الأعراض بصورة مذهلة.


• علاجات ما بين الهجمات: لعلاج أعراض المرض وتشمل: - علاج الإرهاق والتعب وهذا يمثل أحد الأعراض المهمة للمرض وهو يحد من مقدرة المريض على العمل وبذل الطاقة ولحسن الحظ فهناك أدوية حديثة لها آثار إيجابية فى هذا الاتجاه من أشهرها عقار مودافينيل الذى يؤخذ عن طريق الفم. - علاج صعوبة المشى الحركة وهو يمثل أحد أخطر أعراض المرض وهناك دواء حديث جدا أحدث ثورة فى هذا الاتجاه وهو متوافر حاليا فى جمهورية مصر العربية منذ شهور قليلة وتصل نسبة فاعليته إلى أكثر من 60% فى تحسين قدرة المريض على المشى والحركة وهو عقار دالفامبردين ويؤخذ عن طريق الفم. - علاج السلس البولى وهناك أدوية متعددة متاحة الآن تقضى على هذه المشكلة تماما. - علاج الآلام والتنميل وهناك أيضاً أدوية شديدة الفاعلية للتعامل مع هذه الأعراض طبقا لما أوصت به الأكاديمية الأمريكية لأمراض المخ والأعصاب. - علاج الاكتئاب.. وهناك اختيارات متعددة فى هذا الاتجاه. - فيتامين د بجرعات كبيرة تؤخذ عن طريق الفم حيث إن له آثارا إيجابية فى علاج وتقليل حدة أعراض هذا المرض.


• العلاجات التى تغير من مسار المرض: وهى أهم العلاجات، حيث إن المرض -كما سبق- يتميز بحدوث هجمات متكررة، لذا فإن هذه العلاجات المعدلة لمسار المرض تباعد مابين حدوث نوبات + تقلل من حدة النوبة + وبالتالى تقلل من مضاعفة كل هجمة ولذا فإنها لها تأثير إيجابى على حالة المريض بصفة عامة. وهذه العقارات تشمل:


عقار الإنترفيرون وله ثلاثة أنواع يؤخذ اثنان منها تحت الجلد 3 مرات أسبوعيا ويؤخذ الثالث بواقع حقنة واحدة أسبوعيا بالعضل وهو يقلل من معدل الانتكاس السنوى للمرض بواقع40% وهو دواء آمن بعد تجربته لأكثر من 21 عاما. • عقار الناتليزوماب وهو يؤخذ عن طريق الحقن بالوريد مرة واحدة شهريا ويقلل من معدل الانتكاس السنوى بواقع 65% إلا أنه تجب ملاحظة المريض بعد العام الأول لحدوث حالات التهاب بالمخ بمعدل يصل إلى 1000/1.


عقار الفينجلومود: وهو أول عقار يؤخذ عن طريق الفم بواقع قرص واحد يوميا ويقلل من معدل الانتكاس السنوى بواقع 58% وهو دواء حديث يوجد فى السوق المصرى منذ حوالى عام ونصف وآثاره الجانبية حتى الآن يمكن التحكم فيها بالاختيار الملائم للمريض ومتابعته خاصة فى الأربع ساعات الأولى لتناول العقار. وهنا لا بد أن أشدد على أن التشخيص المبكر والبدء الفورى فى العلاجات المعدلة لمسار المرض هو الكلمة السحرية فى العلاج، حيث إن كل هذه العقارات المكلفة تفقد قيمتها تماما فى حالة التأخر فى بدء العلاج. وتجدر الإشارة إلى أن الصعوبة فى التشخيص المبكر للمرض ترجع إلى أن مريض التصلب المتناثر سيئ الحظ قد لا يذهب إلى إخصائى أمراض المخ والأعصاب أولا، إذ قد يحدث أنه يذهب مثلا إلى إخصائى العيون الذى يقوم بعلاج الحالة بعقار الكورتيزون وتختفى الأعراض لفترة ولكن سرعان ما تحدث الهجمة الثانية وهنا فقط يذهب المريض لإخصائى أمراض المخ والأعصاب (بعد حوالى عام أو عامين) وتكون الإصابة أشد والحالة أكثر صعوبة مما لو كان قد بدأ مع إخصائى أمراض المخ والأعصاب منذ بداية المرض(وليس إخصائى جراحة المخ والأعصاب).


8 - بماذا تنصح مريض التصلب اللويحى المتناثر؟


• ممارسة الرياضة الخفيفة.


• البعد عن التدخين.


• تجنب زيادة الوزن.


• تجنب الدهون فى الطعام.


• تجنب الاستحمام بماء ساخن.


• تجنب المجهود البدنى أو الزهنى الزائد.


• تجنب الانفعال قدر المستطاع.


 


- للتواصل مع العيادات 


- الاسكندرية / شارع ال45 امام مستشفى عقبه ابن نافع 01027148915


- كفرالشيخ / خلف معهد الكبد _ امام باب الزياره 01027148918


- بلطيم / امام سوق القطاعى خلف مطعم الوحش 01093556510


للطوارئ : 01012117813 _ 01097246453


 


 

تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة