عيونه موش بتنام .. طبيبك ملاك قبل انسان .. بقلم : د إيمان غنيم

و هل كان الطبيب سوي سببا لنجدة مريض قيده مرضه في فراشه .. و ضاع تاج صحته .. و تكالبت عليه الهموم و الغموم في كل لحظة تبعتها ..


و هل يكون الطبيب لمريضه في القدر .. إلا قضاء أكتتب بصائحفهما .. فالأول يسعي جاهدا لبذل الأفضل ليرجع الي مريضه تاج صحته .. ليزين به رأسه المرفوعة من جديد .. و الثاني يجاهد مرضه بصبر و احتساب و فيض القضاء و بكاء الرجاء في جنح الليل .. فلا هو استسلم و لا هو خارت قواه ..


فكانت المعركة .. و الرحي تدور ..


فيكون الفضل لأساتذتنا الأفاضل في حسن تعليمنا كأطباء .. لأخلاقيات المهنة .. و أسس العلم .. و خبرات السنين ..


فكانوا حسن القدوة .. و أحسنوا تهذيبنا و تعليمنا ..   فجزاهم عنا خير الجزاء ..


فلما كانت الحالة مقعدة أو مسنة .. كان أستاذي يذهب إليها للكشف و المتابعة متنازلا عن أي ماديات .. ولكنه أراد بها خدمة ظنها واجبة علي كاهله لتكون ..


فقصد رسالته هو خدمة مريض .. واجب طبيب .. وتدور ترس الصدقة الخفية جارية دون أن ندري .. فكان مثالا حسنا يقتدي به من تلاميذه .. فتوجب علي تلاميذه أن يحتذوا به .. و يفخروا بفعلتهم .. بل و يحثون زملائهم و أخوتهم بالمهنة أن يفعلوا .. كما تتلمذ أساتذتنا علي يد أبائنا في المهنة و استقوا خيرا .. فكان حصدهم خيرا .. و كان ثوابا عظيما في ميزان حسناتهم إلي يوم الدين .. عمل صالح يرجون به رضوان المولي و نفع الناس ..


فكانت حالاتنا .. هي أكثر من أن تكون حالة أو موقف أو درس .. لنعتبر به كأطباء .. و نستقي من أحاسيس و مشاعر و رقة و عذوبة .. فكل حالة تطرق باب قلوبنا .. و تلتمس أفكارنا موصولة ليلا نهارا .. هي مجري دمع عيوننا .. و قرة تسقي أوسدتنا .. و دعوة لهم في مصلانا لهم بالشفاء و طلبا للعافية ..


هكذا كان الطبيب ... محطة انتظار للأمل فيغلبه الشقاء ساعة .. و يهون عليه الصبر ساعة .. كان صراعا بين تحسن و استياء مريضه علي حلبة الحياة .. فيوجعه ألمه و تحسره و يسعده راحته و صوت أنفاسه ..


اللهم إن مرضا قد ألم بعبادك .. فألهمهم الصبر حتي المعافاه .. و إن كان هذا البلاء ليكون آخر وداعهم للدنيا و أهلها .. فخفف آلامهم و سكن روعهم و أرزقهم الصبر و أهلهم و توفهم و أنت راض عنهم ..


اللهم قد جرحت قلوب الأطباء بحزن فراق بعض من مرضاهم .. كما أسعدهم كونهم سببا في شفاء آخرين .. اللهم واسي قلوبا لم تعد لتحتمل هما و لا حزنا .. فألهمهم القدرة لإكمال سبلهم في رسالاتهم .. و القوة لتحمل معاناة ما حمله القضاء و القدر لهم و لمرضاهم ..


 

تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة