حوار الدكتور محمد فكيه وتجهيز الأرواح لاستقبال شهر الأفراح

الدكتور محمد فكيه السيد سهيل ، أحد علماء الأزهر الشريف الدكتور محمد فكيه السيد سهيل ، أحد علماء الأزهر الشريف

منى جاويش

أجرى موقع " مباشر كفرالشيخ " حواراً دينياً مع الدكتور محمد فكيه السيد سهيل ، أحد علماء الأزهر الشريف وأستاذ الدعوة والثقافة الاسلامية ،حول روحانيات شهر الرحمة والمغفرة شهر رمضان المبارك الذى جعل الله أوله رحمه وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النار.

س- لماذا فضل الله شهر رمضان على غيره من الشهور؟
جـ - من حكمة الله سبحانه وتعالى أنه فضل بعض الايام على بعض فجعل يوم الجمعة من أفضل الايام على الاطلاق وفضل بعض الاماكن على بعض فجعل المساجد خير بقاع الأرض وكذلك فضل الله عز وجل بعض الليالى على بعض فجعل ليلة القدر من أفضل الليالى كما فضل بعض الرسل على بعض فجعل سيدنا محمد (ص) خاتم الانبياء والرسل وأفضلهم .

س- لماذا فضل شهر رمضان خاصة ولماذا هو أحب الشهور الى الله؟

جـ- شهر رمضان إنما فضل لانه شهر الصفاء والنقاء ،شهر الرحمة والرأفة ، شهر الدعوة والجهاد والاطمئنان ،وشهر نزول القرآن وذلك تنفيذاً لقوله سبحانه وتعالى:" شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان ".

س- هل يمكن لى أن أسأل فضيلتكم ماهى أهم النقاط الأساسية التى يضعها الانسان أمام نصب أعينه وهو يستقبل شهر رمضان؟

جـ- أهم هذه النقاط هة أولاً : أن يحرص الانسان على وقته فلا يضيعه هباءأً، ثانياً: ألا يعتقد الانسان أن رمضان شهر النوم والكسل بل انه شهر الانتاج والعمل ، ثالثاً: أن يتوب الانسان توبة خالصة وصادقة فيقلع عن الذنب ويندم على الفعل السيئ ويعزم ألا يعود اليه ويرد المظالم الى أصحابها ويعلم أن الله سبحانه وتعالى على كل شئ قدير .

س- ماحكم الدين فى الشخص الذى يفطر على السجائر والمحرمات عند سماع صوت آذان المغرب ؟

جـ- الحقيقة أن رمضان فرصة ليغير الانسان سلوكه ويقوم إعوجاج نفسه ،وهناك بعض الناس  يفهمون رمضان فهماُ خاطئاً فقد جعله الله شهر الرأفة والرحمة فجعلناه نحن شهر العنف والنقمة ،وقد جعله الله شهر الصوم والدين فجعلناه نحن شهر التين وقمر الدين ،وجعله الله شهر الوقار والعفاف فجعلناه نحن شهر السباب والشتم والشجار بحجة أننا صائمين ،حتى وجدتى بعض الناس يكثرون اللعن والسب طوال النهار بحجة الجوع والعطش حتى أنكى تجدينه يفطر عندما يسمع النداء على السجائر والمحرماتوفى هذا عدة مخالفات: أولاً: أصدرت دار الافتاء المصريةة فتوى بأنها حرام لأن السجائر والمخدرات تدمر الصحة وتضيع المال وتنفق الجهد فى غير فائدة وهل من اللائق أن يفطر الصائم على حرام ؟! ، ثانياً : كان النبى (ص)  يفطر على تمرات أو على لبن أو على ماء فهل السجائر تطبيقاً لسنة النبى(ص)؟!
ثالثاً: يقول رسول الله :" رب صائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش ، ولاشك أن النبى(ص) إنما قال ما قال لأن الصائم لم يتخلق بأخلاقه (ص) فكان حظه من الصوم هو أن يمتنع عن الطعام والشراب والملذات من وجهة نظره فلم يرتفع صومه الى سقف بيته أو الى ما فوق رأسه .

س- ماهى الرسالة التى يحب فضيلتكم أن يوجهها الى من يفطر شهر رمضان؟

جـ- الذين يفطرون فى شهر رمضان على قسمين أولاً: قوم مرضى نسأل الله لهم الشفاء العاجل ،وقوم مسافرون نسأل الله لهم العون الدائم ،وقوم يفطرون دون عذر  وهؤلاء نقول لهم : إرجعوا الى الله وعودوا الى الله وأفيقوا من نومكم وارجعوا عن غيكمم واستيقظوا من غفلتكم فإن النبى(ص) سيكون خصمكم يوم القيامة لانه قال :" من أفطرفى رمضان من غير عذر لم يكفر صوم الدهر كله وأن صامه" ، فانضموا الى ركب التائبين وسيروا مع قوافل الصائمين حتى تدخلوا معهم من باب الريان يوم القيامة حيث يقول النبى(ص) : "إن الجنة باباً يقال له الريان ،لا يدخل منه الا الصائمون فأذا دخلوا أغلق دونهم " ، واعلموا يا أمة الاسلام أن رمضان فرصة قد لا تتكرر ولا تعوض فكم من انسان أراد أن يبلغ رمضان فقطع الموت أجله وضيع القبر أمله ،فكم هجم الموت على شاب فى ريعان شبابه وكم اختطف الموت غنياً مرفها فى أحضان نعمته وكم أخذ الموت حاكماً مرهوباً من بين حرصه وخدمه وكم أخذ الموت معلماً محبوباً من وسط تلاميذه ، فقال الشاعر : 

أيا عبد كم يراك الله عاصياً        حريصاً على الدنيا وللموت ناسياً
أنسيت لقاء الله واللحد والثرى     ويوم عبوثاً تشيب فيه النواصيا
لو أن المرء لم يلبس ثياب التقى    تجرد عرياناً ولو كان كاسياً
وخير ثياب المرء طاعة ربه       ولاخير فيمن كان لله عاصيا 
ولو أن الدنيا تدوم لأهلها            لكان رسول الله حياً باقيا
ولكنها تفنى ويفنى نعيمها           وتبقى الذنوب والمعاصى كما هى
تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة